تعتبر أمراض القلب من الحالات الصحية النادرة خلال الحمل، ولكنها قد تحدث لدى المرأة، وخاصةً إذا كان لديها تاريخ سابق لمشاكل القلب قبل الحمل، وفي هذا المقال، سوف نتعرف على أسباب وجع القلب للحامل، وكيفية التعامل معها.
تعتبر تغيرات القلب أحد أبرز أسباب وجع القلب والصدر للحامل، إذ يتعرض الجسم خلال هذه المرحلة للعديد من التغييرات والتي تؤدي إلى ضغط إضافي على الجسم، مما يسبب عمل القلب بجهد أكبر، وتشمل:
زيادة حجم الدم: عادةً ما يزداد حجم الدم في الأسابيع الأولى من الحمل، وتستمر هذه الزيادة خلال بقية أشهر الحمل.
زيادة معدل ضربات القلب: من الطبيعي أن يرتفع معدل ضربات القلب للحامل بمقدار 10 إلى 20 نبضة في الدقيقة، ويحدث هذا الإرتفاع بشكل تدريجي، ويزداد في الثلث الثالث من الحمل، وهو من أسباب وجع القلب وضيق التنفس للحامل.
زيادة في النتاج القلبي: النتاج القلبي هو كمية الدم التي يقوم القلب بضخها كل دقيقة، ومع الوصول إلى الأسبوع 28 إلى 34 من الحمل، قد يزداد النتاج القلبي بنسبة تتراوح بين 30٪ إلى 50٪، ويرجع ذلك إلى زيادة حجم الدم وسرعة ضربات القلب، وفي حالة الحمل بتوأم، فقد يزداد النتاج القلبي بنسبة تصل إلى 60٪.
قد تتسبب هذه التغيرات في الأعراض التالية:
التعب الشديد.
الدوار.
ضيق التنفس.
خفقان القلب.
وعلى الرغم من أن هذه الأعراض من أبرز أسباب وجع القلب عند الحامل، ولكنها طبيعية ولا تشكل خطورة، ولكن قد تتداخل هذه الأعراض مع بعض أمراض القلب، ولذلك يجب استشارة الطبيب في حالة الشعور بأي من الأعراض السابقة
أمراض القلب أثناء الحمل
في حالات قليلة، يمكن أن تكون أمراض القلب من أسباب وجع القلب للحامل، كما أنها قد تؤدي إلى العديد من المضاعفات الأخرى، سواء نتيجة وجود تاريخ سابق للإصابة بأمراض القلب، أو الإصابة بها أثناء الحمل. تشمل أمراض القلب التي يمكن أن تصيب الحامل ما يلي:
العيوب الخلقية في القلب: ويقصد بها أمراض القلب التي تولد بها المرأة، ويمكن أن تسبب عدم انتظام ضربات القلب، وفشل القلب، وتزيد خطر حدوث الولادة المبكرة، ولذلك يجب استشارة الطبيب في حالة الإصابة بعيب خلقي في القلب لتفادي المضاعفات الخطيرة أثناء الحمل.
اعتلال عضلة القلب: يعتبر قصور عضلة القلب من أبرز أسباب وجع القلب للحامل، ويمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة.
مرض صمام القلب: تتعدد أشكال أمراض صمام القلب التي يمكن أن تصيب المرأة، وبعض هذه الأمراض لا تشكل خطورة على الحمل، والبعض الآخر يمكن أن يكون من أسباب وجع القلب المستمر عند الحامل، ويحتاج إلى متابعة دورية مع الطبيب.
تضيق الصمام التاجي: يعتبر تضيق الصمام التاجي من أكثر المضاعفات الشائعة لأمراض القلب، ويزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم، ولذلك تحتاج المرأة الحامل إلى رعاية طبية ومتابعة مستمرة في حالة الإصابة به.
الإصابة بنوبة قلبية أثناء الحمل: خلال فترة الحمل، يزداد حجم الدم في الجسم لاستيعاب نمو الجنين، وضخ الدم الزائد بشكل أفضل، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب، وهذا الضغط الإضافي يزيد خطر الإصابة بالنوبة القلبية، وهو أبرز أسباب وجع القلب وضيق التنفس عند الحامل.
اعتلال عضلة القلب حول الولادة: هي مشكلة صحية تؤدي إلى ضعف عضلة القلب، وعلى الرغم من أنها نادرة، فقد تكون من أسباب وجع القلب والصدر للحامل، وخاصةً خلال الشهر الأخير قبل الولادة، أو خلال الأشهر الخمسة بعد الولادة، وتصاحبها أعراض مثل ألم الصدر، وسرعة ضربات القلب، والشعور بالتعب.
تسلخ الأبهر: يؤدي تسلخ الأبهر إلى حدوث تمزق في جدار الشريان الأورطي، وينتج ذلك عن تراكم الدم بين طبقات هذا الشريان، مما يسبب تمزق الأبهر، ويصاحبه ألم شديد، وبالتالي يعتبر من أسباب وجع القلب المستمر لدى الحامل
عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب للحامل
بالإضافة إلى أسباب وجع القلب عند الحامل، تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بأمراض القلب أثناء فترة الحمل، وهي:
السمنة: تزيد السمنة من خطر الإصابة بمختلف الأمراض المزمنة مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب.
التدخين: يؤثر التدخين على تدفق الدم في الجسم، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب.
إصابة المرأة بأحد أمراض القلب قبل الحمل: في حالة كانت المرأة مصابة بأحد أمراض القلب قبل الحمل، فقد يكون من أسباب وجع القلب المستمر للحامل.
أعراض امراض القلب للحامل
يمكن أن تشير الأعراض التالية إلى أمراض القلب:
ألم الصدر.
زيادة ضربات القلب.
ألم شديد أثناء الكحة.
صعوبات شديدة في التنفس.
التعب الشديد.
زيادة الوزن.
الإغماء.
الصداع.
عدم وضوح الرؤية.
يجب على المرأة استشارة الطبيب على الفور في حالة المعاناة من أي من الأعراض السابقة، لتحديد أسباب وجع القلب وعلاجه بطريقة صحيحة
التعامل مع أمراض القلب أثناء الحمل
يمكن أن تساعد بعض الإجراءات في التعامل مع أمراض القلب للحامل، وهي:
التحدث مع الطبيب حول التاريخ الطبي الخاص بالمرأة قبل الحمل، والتي تشمل الأمراض التي أصابتها والعلاجات التي حصلت عليها.
المتابعة الدورية مع الطبيب: تتطلب أمراض القلب للحامل متابعة دورية مع الطبيب لتفادي أي مخاطر محتملة، ويجب الذهاب إلى الطبيب على الفور في حالة ظهور أعراض غير طبيعية.
تجنب العوامل التي تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب: مثل زيادة الوزن، والتدخين، وتناول أطعمة غير صحية تحتوي على الدهون.
ممارسة الرياضة وفقاً لتعليمات الطبيب: تعتبر الرياضة من الأمور الهامة للحامل، ولكن بما يتوافق مع حالتها، ولذا يجب استشارة الطبيب حول التمارين الرياضية المسموحة للحامل.
تناول الأدوية الموصوفة بانتظام: في حالة وصف الطبيب لأدوية الخاصة بأمراض القلب أثناء الحمل، فيجب الالتزام بتناول هذه الأدوية في مواعيدها وجرعاتها المحددة للوقاية من المضاعفات المحتمل