قد يسبب التدخين السلبي مخاطر صحية لكل شخص يتعرض له، لكن تأثيراته تكون أشد خطورة على الأطفال والحوامل. تعرف في هذا المقال على تأثيرات التدخين السلبي في الحمل على الأم الحامل والجنين، وكيف يمكن حماية المرأة الحامل من التدخين السلبي.

إن إقلاع المرأة عن التدخين إذا أصبحت حاملًا أمر ضروري، لكنه غير كافي لحماية المرأة الحامل والجنين من مخاطر المواد الكيميائية الضارة والمسرطنة الموجودة في السجائر، إذ تتعرض العديد من النساء الحوامل للتدخين السلبي من الأصدقاء أو أفراد الأسرة.

التدخين السلبي لدى الحامل هو استنشاق الدخان الناتج عن زفير أحد المدخنين أثناء تدخينه، أو عن الدخان الصادر من السيجارة المشتعلة، أو استنشاق رائحة الدخان العالقة في ملابس المدخن، أو مفروشات المنزل، إذ لا يقتصر التدخين السلبي للحامل فقط على التواجد بجانب شخص يدخن، بل إن التدخين السلبي يشمل البقايا التي تتركها السجائر على الأثاث، والسجاد، والأسطح الناعمة مثل الجدران، والبلاط وما إلى ذلك.

السيء في الأمر أن آثار السجائر تبقى لعدة أشهر، إذ أن دخان السجائر يحوي الكثير مواد كيميائية  الضارة والمسرطنة التي تبقى عالقة في الجو بعد التدخين لعدة ساعات وتبقى عالقة في المفروشات والملابس والاسطح الناعمة لعدة أشهر أو سنوات.

إن التعرض للتدخين السلبي أثناء الحمل له متعلق بشكل خاص بالبلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسط، فبالرغم من وجود عدد قليل من النساء المدخنات، إلا أنه يوجد الكثير من الرجال الذين يدخنون بجانب الحوامل، بسبب عدم الوعي بالمخاطر الصحية التي قد يسببها التدخين السلبي على صحة كل من المرأة الحامل والجنين. حيث يؤدي التعرض للتدخين السلبي أثناء الحمل إلى زيادة مخاطر الولادة المبكرة، وولادة جنين ميت، وإنجاب طفل منخفض الوزن عند الولادة.

تدخل المواد الكيميائية الضارة والسموم الموجودة في السجائر إلى جسم المرأة الحامل بمجرد أن تلمس شيئًا يحتوي على البقايا التبغ، أو عندما تستنشق هذه البقايا.

يؤدي تعرض المرأة الحامل للتدخين السلبي إلى مخاطر صحية عديدة، فبعد أن تدخل هذه المواد الضارة إلى جسم المرأة الحامل تنتقل عبر مجرى الدم إلى الجنين أيضًا، وتؤثر عليه بشكل سلبي، حيث تؤدي إلى العديد من المخاطر والآثار الصحية السلبية، وتؤثر مثلًا على نمو الرئة قبل الولادة، وهذا يمكن أن يسبب مشاكل في الجهاز التنفسي في وقت لاحق من الحياة.

الآثار السلبية للتدخين السلبي أثناء الحمل 

قد يسبب التدخين السلبي  تأثيرات سلبية على كل شخص  يتعرض له، بما في ذلك الأطفال، والنساء الحوامل، والمرضعات، والرضع، إلا أن مخاطره قبل الولادة أكثر منها بعد الولادة.

المخاطر على المرأة الحامل والجنين

يؤدي التعرض للتدخين السلبي أثناء الحمل إلى مخاطر صحية على كل من المرأة الحامل والجنين، وتشمل:

الإجهاض.

الولادة المبكرة.

انخفاض وزن المولود عند الولادة.

انخفاض محيط رأس المولود عند الولادة.

ارتفاع خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ. 

ولادة جنين ميت.

متلازمة موت الرضيع المفاجئ.

يموت الرضيع أثناء نومه بشكل غامض وغير متوقع في حالة متلازمة موت الرضيع المفاجئ، حيث يبدو الرضيع قبل وفاته انه بصحة جيدة كما وأن التشريح والفحوصات الطبية لا تحدد سبب الوفاة

المخاطر على الرضع

يؤدي تعرض الأم أثناء الحمل إلى التدخين  السلبي إلى مخاطر صحية على الطفل الرضيع بعد ولادته، وأهمها زيادة خطر الإصابة بمشاكل الجهاز التنفسي مثل:

انخفاض وظائف الرئة. 

زيادة خطر الإصابة بالتهابات رئوية حادة، 

زيادة خطر الإصابة بالتهاب القصيبات.

زيادة خطر الإصابة بالتهابات الأذن الوسطى. 

زيادة حدة الأعراض لدى الأطفال المصابين بالربو. 

المخاطر على الأطفال

التأثيرات الصحية السلبية للتدخين السلبي في الحمل على الجنين تتعدى المرحلة الجنينية وفترة ما بعد الولادة لتشمل الطفولة وما بعد البلوغ حتى، إذ يرتبط التعرض للتدخين السلبي أثناء الحمل بآثار ضارة على صحة الطفل بعد ولادته.وتشمل زيادة خطر الإصابة بما يلي:

زيادة خطر الإصابة بالتهابات رئوية حادة،، والتهاب القصبات، والأذن الوسطى. 

زيادة حدة الأعراض لدى الأطفال المصابين بالربو. 

زيادة مخاطر الإصابة بالمشاكل السلوكية.

اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.

زيادة خطر صعوبات التعلم لدى الطفل.

المخاطر على البالغين 

قد يكون سبب انخفاض الوزن عند الولادة هو التعرض للتدخين السلبي في أثناء الحمل، لكنه يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة عند البالغين مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع الثاني.

حماية الحامل من التدخين السلبي 

إذا كانت المرأة الحامل تعيش في نفس المنزل مع أحد المدخنين، فالحل المثالي لحماية المرأة وجنينها هو الإقلاع عن التدخين لأن تهوية المنزل، وفتح النوافذ، والأبواب، أو التدخين في غرفة أخرى في المنزل لا يحمي المرأة الحامل من التدخين السلبي ومن دخول النيكوتين والسموم الموجودة في السجائر إلى جسمها.

يمكن أن يبقى الدخان في الهواء لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات بعد الانتهاء من تدخين السيجارة حتى مع فتح النافذة. وأيضًا، حتى لو تم حصر التدخين في غرفة واحدة، فإن الدخان سينتشر إلى بقية المنزل.

لذلك ينصح الزوجان الذين يفكرون بالإنجاب بالإقلاع عن التدخين بشكل نهائي وتنظيف المنزل من بقايا التبغ ودخان السجائر. لكن إن لم يكن الزوج مستعدًا لذلك فعليه أن يدخن خارج المنزل ولا يدخل المنزل مرتديًا الملابس التي دخن فيها، فمثلًأ يمكنه ارتداء معطف أو قميص سميك عند التدخين وخلعه قبل الدخول إلى المنزل.

نعم، فبالرغم من أن السجائر الالكترونية لا ينتج عنها دخان التبغ كما هو الحال في السجائر العادية، وبالرغم من أن السجائر الإلكترونية تطلق كميات ضئيلة من النيكوتين، إلا أنه يجب تجنب تدخين السيجارة الإلكترونية بجانب النساء الحوامل والرضع لأنها تسبب مخاطر التدخين السلبي للحامل

إن مخاطر التدخين السلبي في الحمل على الجنين تكاد لا تحصى، فهي تؤثر عليه في المرحلة الجنينية حيث قد تسبب الولادة المبكرة، وولادة جنين ميت، ومتلازمة موت الرضيع المفاجئ، وفي الطفولة تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل الجهاز التنفسي، وبعد البلوغ تزيد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.