يعد الحمل في حياة المرأة من المراحل التي يصاحبها الكثير من التغيرات على الصعيد النفسي والجسدي نتيجة تغير في مستويات الهرمونات وتغير في النشاط الاستقلابي والمناعي وهذه التغيرات من شأنها أن تؤثر على جمال المرأة الحامل.
علامات تمدد الجلد أثناء الحمل
تحدث علامات التمدد أثناء الحمل بشكل كبير خلال الثلث الثاني من الحمل نتيجة تمدد الجلد ليواكب زيادة الوزن. تظهر علامات تمدد الجلد في المناطق الأكثر عرضة لزيادة الوزن والتمدد السريع مثل منطقة البطن، والثدي، والأفخاذ حيث يقل إفراز الكولاجين والإيلاستين المسؤولين عن مرونة الجلد نتيجة التغيرات الهرمونية خلال الحمل. تلعب الجينات والوراثة دوراً مهماً في تحديد احتمالية تعرض المرأة الحامل للإصابة بعلامات التمدد، فغالباً إذا كانت الأم لديها علامات تمدد نتيجة الحمل فإن بناتها مستقبلا تكنّ أكثر عرضة للإصابة بها.
للوقاية من علامات التمدد يجب المحافظة على ليونة ورطوبة الجلد من الداخل والخارج على حد سواء ولذلك ينصح بالإكثار من شرب السوائل، وتناول الأطعمة التي تحفز إنتاج الكولاجين مثل الأغذية الغنية بفيتامين سي (فيتامين ج)، كما وينصح أيضاً بترطيب البشرة من الخارج عن طريق وضع كريمات أو زيوت مرطبة. وتجدر الإشارة إلى أنه أثبتت الدراسات عدم وجود نوع محدد من الكريمات والزيوت له تاثير سحري لمنع تشكل علامات التمدد تماماً وأنه في بعض الأحيان يمكن أن تكون هذه العلامات حتى مع استخدام الزيوت او الكريمات المرطبة ولكن باستخدامها تقلل من حدتها ومظهرها.
الأوردة العنكبوتية والبواسير أثناء الحمل
خلال الحمل يزداد حجم الدم في حين يقل تدفقه للأطراف ومنطقة الحوض نتيجة التغيرات الهرمونية بالإضافة إلى ضغط الرحم على الأوعية الدموية الحاملة للدم من الأطراف إلى القلب. ومن أحد أشكال الأوردة العنكبوتية هو البواسير التي يمكن أن تصاب به المرأة الحامل نتيجة الإمساك. في المجمل، تعد الأوعية العنكبوتية غير مؤذية وبالعادة تبدأ بالاختفاء بعد أشهر قليلة من الولادة.
للتقليل من احتمالية حدوثها على المرأة الحامل، ينصح بما يلي:
تجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة بنفس الوضعية.
تجنب ارتداء الكعب العالي.
ممارسة التمارين الرياضية.
تجنب وضع ساق على ساق خلال الجلوس ورفع الرجلين على مستوى الجسد قدر المستطاع.
التقليل من تناول الأملاح للتقليل من انتفاخ الشرايين.
شرب كميات كافية من الماء، وتناول الألياف.
مراجعة الطبيب إذا كانت هناك أعراض أخرى مصاحبة لها كالألم الشديد أو الحرارة. في حال عدم اختفائها بعد الولادة، يوجد إجراءات وتقنيات حديثة مثل الليزر يمكن استعمالها للتخلص منها بإشراف الأطباء المختصين.
تصبغات البشرة أثناء الحمل
تحدث تصبغات البشرة خلال الحمل عند 90% من النساء الحوامل تقريباً، فتصبح المناطق التي تحتوي على نسبة أعلى من صبغة الميلانين إذ تظهر البشرة أغمق لوناً خلال الحمل مثل المناطق المحيطة بحلمات الثدي وفي طيات الجسم، مثل: الرقبة، والإبط ، والمنطقة الداخلية من الفخذ، ومنطقة الأعضاء التناسلية، ومنطقة أسفل البطن، ومن الممكن أيضاً أن تحدث التصبغات على بشرة الوجه وتسمى بالكلف أو النمش. يظهر لدى 75% من النساء الحوامل خط بني اللون يمتد على طول المنطقة الوسطية البطن وكأنه يقسمه إلى نصفين ويسمى (بالإنجليزية Linea Nigra) ويعني باللاتينية الخط الأسود ويكون سببه التغيرات الهرمونية التى ترافق الحمل كما ذكرنا سابقاً، وتختفي معظم هذه التصبغات بعد الولادة.
الكلف أو النمش أثناء الحمل
يعرف الكلف أيضاً بقناع الحمل وهو عبارة عن تصبغات بنية اللون تظهر على بشرة الوجه في المناطق المعرضة لأشعة الشمس مثل الوجنتين، والجبهة، والذقن، والأنف، والمنطقة التي تعلو الشفاه تحت الأنف. يظهر الكلف نتيجة التغيرات الهرمونية بالاضافة إلى تأثير عوامل خارجية مثل أشعة الشمس واستخدام مواد التجميل.
يمكن أن يؤدي التعرض لأشعة الشمس إلى زيادة الكلف سوءاً ولذلك ينصح باستخدام واقي الشمس والتقليل من التعرض لأشعة الشمس المباشرة قدر المستطاع خلال هذه الفترة. في أغلب الأحيان يختفي الكلف بعد الولادة ولكن في حال بقاء هذه البقع الداكنة يمكن مراجعة الطبيب المختص للحصول على علاجات من شأنها حل هذه المشكلة مثل الكريمات المحتوية على الهيدروكينون والكريمات المحتوية على التريتينوين، والكورتيزون، والتقشير الكيميائي.
الزوائد الجلدية أثناء الحمل
تؤدي هرمونات الحمل إلى زيادة في إنتاج خلايا الجلد مما يؤدي إلى ظهور زوائد جلدية صغيرة في مناطق مثل الإبط، و العنق، وداخل السرة، وتحت الثدي. ولكن لا يوجد ما يدعو للخوف فهي غير مؤذية ويمكن للطبيب إزالتها بكل سهولة و دون ألم.
البثور وحب الشباب أثناء الحمل
تبدأ البثور بالظهور في معظم الحالات في الشهور الأولى من الحمل نتيجة تأثير الهرمونات على زيادة إنتاج الزيوت الطبيعية في البشرة والذي يؤدي إلى زيادة احتمالية تسكر المسام، وتكاثر البكتيريا، وتكوين البثور. ينصح الأطباء بالاهتمام بتنظيف البشرة جيداً، وتناول الغذاء الصحي المتوازن، وشرب كميات من الماء لتفادي تكون البثور وفي حال تكونت البثور لدى المرأة الحامل فهناك بعض الخيارات التي من الممكن أخذها بعد استشارة الطبيب ،حيث أن معظم الأدوية المتوفرة لعلاج البثور ممنوعة خلال الحمل مثل العلاجات الهرمونية، التريتينوين، والمضادات الحيوية لأنها يمكن أن تؤدي إلى تشوهات خلقية في الجنين .
تغيرات تطرأ على الشعر أثناء الحمل
تعمل هرمونات الحمل على إبطاء معدل تساقط شعر الرأس مما يؤدي إلى تمتع المرأة الحامل بشعر أكثر كثافة إضافة إلى أن تناول الفيتامينات والغذاء الصحي خلال الحمل يزيد من صحة الشعر ويجعله أكثر لمعاناً، ولكن بعد الولادة ورجوع الهرمونات لمستواها الطبيعي يبدأ الشعر بالتساقط بمعدله الطبيعي. أما بالنسبة لشعر الجسم فإن هرمونات الحمل تزيد من سرعة نمو شعر الجسم وأحياناً نموه في أماكن غير مرغوبة فيها مثل الذقن، وينصح الأطباء بالتخلص من الشعر غير المرغوب فيه بالطرق الآمنة التي لا تؤثر على صحة الجنين.