تخضع بشرة المرأة الحامل للعديد من التغيرات، حيث تبدأ علامات التمدد بالتكون على البطن والفخذين، كما تتوهج بشرتها نتيجة لزيادة إنتاج الدم.
إضافة إلى أن زيادة إفراز الزيت قد يؤدي إلى ظهور البثور وحب الشباب، وقد تعاني بعض النساء الحوامل كذلك من جفاف الجلد، ويوضح المقال أهم أسباب ومضاعفات وعلاج جفاف الجلد عند الحامل.
متى يحصل جفاف الجلد أثناء الحمل؟
يحصل جفاف الجلد عادة خلال الأشهر الأولى من الحمل أو في الثلث الأول من الحمل، وقد يستمر الجفاف حتى الثلث الثالث في بعض الحالات.
ما هي المناطق الأكثر عرضة للإصابة بجفاف الجلد أثناء الحمل؟
تتسبب التغيرات الهرمونية التي تتعرض لها المرأة الحامل في فقدان بشرتها للمرونة والرطوبة وذلك نتيجة لتعرضها للتمدد والشد لاستيعاب نمو البطن.
ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تقشر الجلد أو الحكة أو الأعراض الأخرى المرتبطة غالباً بالبشرة الجافة.
تعاني معظم النساء من الجلد الجاف والحكة في منطقة المعدة والرقبة والوجه واليدين، لكن بعض النساء الحوامل قد يشعرن بذلك أيضاً في الفخذين، والثديين، والمرفقين، والركبتين، والكعب، والذراعين.
ما الذي يسبب جفاف الجلد أثناء الحمل؟
يعد المسبب الرئيسي لجفاف الجلد أثناء الحمل هو التغيرات الهرمونية، ومع ذلك فإنها ليست المسؤول الوحيد عن جفاف الجلد، إذ يمكن أن تؤدي عوامل كثيرة إلى جفاف الجلد أثناء الحمل، ومنها:
احتياج جسم المرأة الحامل إلى المزيد من السوائل للتعامل مع متطلبات الطفل الذي ينمو بداخلها، وزيادة حجم الدم وتمرير الأكسجين، وبالتالي يصبح الجسم دائم التعرض لخطر الجفاف مما ينعكس على الجلد فيصبح جافاً.
غسل المرأة الحامل لوجهها بشكل متكرر لمحاربة دهون الجلد، مما قد يؤدي إلى جعل الجلد جافاً.
الإجهاد المرتبط بالحمل (بالإنجليزية: Pregnancy-related Stress).
تغير العادات الغذائية أثناء الحمل مما قد يؤثر على مرونة الجلد.
التغيرات في درجات الحرارة وعوامل الطقس مثل الرطوبة وتدفق الهواء، خاصة خلال فصل الصيف.
اقرأ أيضاً: تأثير تغيرات الطقس على حدوث الجفاف
قصور الغدة الدرقية أثناء الحمل، مما يجعل البشرة جافة وسميكة ويؤدي إلى الحكة.
نقص فيتامين أ في النظام الغذائي للحامل قد يؤدي أيضاً إلى جفاف الجلد وتقشيره؛ لذلك يوصي الأطباء بتناول الأطعمة ذات القيمة الغذائية العالية أثناء الحمل.
ما هي مضاعفات جفاف الجلد أثناء الحمل؟
قد يؤدي جفاف الجلد إلى جعل البشرة خشنة ومثيراً للحكة، على الرغم من أن هذه الحالة ليست شائعة حيث أن الحكاك (بالإنجليزية: Prurigo) يصيب 1 من كل 300 امرأة حامل فقط.
وعادة ما يحدث الحكاك بعد الأشهر الثلاثة الأولى حيث يصبح الجلد معرضاً للجفاف الشديد.
وقد يؤدي حك الجلد إلى حدوث تمزقات أو تشققات صغيرة في الجلد مما يجعله أكثر عرضة للعدوى (بالإنجليزية: Infection)، والندب (بالإنجليزية: Scar).
أما في حال كانت المرأة تعاني من الأكزيما (بالإنجليزية: Eczema)، فإن جفاف الجلد أثناء الحمل قد يؤدي إلى تفشي الأكزيما.
ولذلك يحتاج جفاف الجلد الحاد و المتفشي على نطاق واسع إلى تقييم وعلاج طبي مختص.
كما قد يؤدي جفاف الجلد الشديد جداً إلى حدوث حطاطات شروية حكية ولويحات الحمل (بالإنجليزية: Pruritic Urticarial Papules and Plaques of Pregnancy, PUPPP)، وهي حالة طبية تستدعي استشارة الطبيب والعلاج.
متى تتوجه المرأة إلى الطبيب في حال إصابتها بجفاف الجلد أثناء الحمل؟
يعد حصول الحكة نتيجة جفاف الجلد أمراً طبيعياً ويمكن علاجه بسهولة خاصة إذا كان الجفاف على راحة اليد.
ولكن ينبغي على الحامل أن تتجه إلى الطبيب إذا كانت تعاني من حكة شديدة في اليدين والقدمين.
قد لا يؤذي جفاف الجلد أثناء الحمل الطفل، كما أنه لا يتنبأ بجنس الطفل، بل إنه مجرد انزعاج مؤقت يمكن علاجه.
وينبغي على المرأة الانتباه إلى الأعراض التالية:
بول ذو لون داكن.
إعياء.
فقدان الشهية.
اكتئاب.
براز فاتح اللون.
فقد يدل ظهور هذه الأعراض على حدوث ركود صفراوي داخل الكبد (بالإنجليزية: Intrahepatic Cholestasis)، وهو اضطراب في الكبد مرتبط بالحمل يؤثر على التدفق الطبيعي للصفراء.
ويمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى خطر على الطفل أو قد تؤدي إلى ولادة جنين ميت أو إلى الولادة المبكرة وعادة ما يختفي الركود الصفراوي في غضون أيام بعد الولادة.
كما يجب على المرأة إخبار الطبيب عن أي تغيرات جلدية جديدة مثل الحكة أو الآفات الجلدية أو النتوءات الحمراء على البطن أو حول السرة.
كيف يمكن الوقاية من جفاف الجلد أثناء الحمل؟
إذا كنتِ حاملاً فإنه من المحتمل أنك قد تقومين بأمور معينة تؤدي إلى تلف البشرة، مما يجعلها جافة ومثيرة للحكة وقشارية
وقد يساعدك تجنب هذه الأمور في منع حدوث جفاف الجلد، ومن هذه الأمور:
حاولي ألا تستخدمي الصابون المحمل بالمواد الكيميائية لأنها قد تجعل بشرتك جافة ومتقشرة.
تجنبي استخدام البخار الذي قد يؤدي إلى إزالة الزيوت الطبيعية من بشرتك مما يجعلها جافة في النهاية.
حاولي الابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة والصودا، و استبدلي هذه المشروبات بالكثير من الماء، وعصائر الفواكه الطازجة، أو مشروب الزنجبيل، والشاي الأخضر.
تجنبي السباحة في برك السباحة أثناء الحمل، حيث أن الماء المحتوي على الكلور قد يؤدي إلى إتلاف بشرتك وجفافها.
حافظي على نظام غذائي صحي ومتوازن أثناء الحمل للحصول على بشرة صحية وقومي بتناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل الخضار ذات الأوراق الخضراء والفواكه مثل البطيخ والشوربات.
تناولي الأطعمة الدهنية مثل زيت الزيتون، والمكسرات، والأفوكادو لأنها تعزز صحة البشرة.
اقرأ أيضاً: أطعمة تقلل جفاف البشرة وأخرى تزيده
استخدمي أقنعة الوجه المرطبة أو أقنعة الطين من حين إلى آخر لأنها قد تكون مفيدة في الحفاظ على بشرة ناعمة ونضرة.
حافظي على نمط حياة صحي ونشط أثناء الحمل عن طريق المشي والقيام بتمارين خفيفة.
قومي بوضع واقي الشمس دائماً على الجلد المكشوف قبل الخروج في الشمس.
استحمي بماء فاتر وليس بماء ساخن، حيث إن الماء الساخن قد يسلب الجلد زيوته الطبيعية، وتجنبي الاستحمام بشكل مبالغ فيه أو استخدام الصابون المعطر. بعد الاستحمام لا تفركي بشرتك بقوة في المنشفة، بل جففيها بلطف بدلاً من ذلك.
قومي بوضع غسول مرطب أو زيت مغذي للبشرة بعد الاستحمام مباشرة للحفاظ على رطوبة الجلد، ومن الأفضل أن تقومي باستخدام الكريمات أو المستحضرات التي تتكون من مكونات طبيعية، وتجنبي المرطبات المعطرة أو المحتوية على مواد كيميائية.
ما هو علاج جفاف الجلد أثناء الحمل؟
إذا كنتِ حاملاً وتعانين من جفاف الجلد فإنه يمكنك القيام بالأمور التالية –بالإضافة إلى تجنب القيام بالأمور التي يمكن أن تؤدي إلى جفاف الجلد- لتخفيف الجفاف:
استخدمي منظفات خفيفة لتنظيف بشرتك بدلاً من الصوابين القوية التي يمكن أن تسلب الزيوت الأساسية من الجلد، وقومي بتجفيف بشرتك بلطف بدلاً من فركها.
قومي باستشارة الطبيب لاستخدام بعض المستحضرات التي تعمل على تهدئة البشرة الجافة مثل دهون الكالامين (بالإنجليزية: Calamine Lotion)، والفازلين غير المعطر وزيت فيتامين إي والسيراميد.
امتنعي عن ارتداء الملابس ذات الأقمشة الاصطناعية لأنها تحتفظ بالحرارة مما يؤدي إلى تفاقم الجفاف، واختاري الأقمشة القطنية والباردة بدلاً من ذلك.