تختلف طريقة التئام هذه الشقوق الجراحية من شخص لآخر، فقد تلتئم بشكل جيد ولا تترك سوى خطًا باهتًا، أو قد تتكون بعض الندبات الظاهرة التي قد تكون مزعجة، كما قد يرافق عملية الالتئام بعض المضاعفات.

نتعرف في هذا المقال على كل ما يخص ندبة الولادة القيصرية وأنواعها وتطور أشكالها، ومتى تختفي آثار العمليات القيصرية من البطن، وما هي الطريقة المناسبة للتعامل مع ندب الولادة القيصرية مثل العملية القيصرية بالليزر.

 

يعد ظهور الندوب الجلدية أحد العيوب الشائعة للولادة القيصرية، وتتكون نتيجة حدوث قطع أو شق في أنسجة البطن، والتي لا تعود لحالتها الطبيعية بل يعمل الجسم على تكوين أنسجة جديدة مختلفة في الشكل، وعادة ما تكون أقل مرونة.

هناك عدة عوامل تؤثر على مظهر ندبة الولادة القيصرية، أحدها نوع الشق المستخدم أثناء العملية الجراحية، والذي قد يكون واحدًا ممايلي:

الشق الأفقي أو البكيني: يكون هذا الشق فوق خط شعر العانة مباشرة، ويعد من الشقوق الشائعة والمفضلة؛ لأنه أقل إيلامًا، وتكون الندبة أقل وضوحًا بعد الالتئام.

الشق الرأسي: يفتح الطبيب من السرة إلى خط البكيني، ويكون أكثر إيلامًا ويترك ندبة أكثر وضوحًا، ولكنه غالبًا ما يكون ضروريًا في الولادات الطارئة فقط؛ كونه يمكن الجراح من الوصول إلى الطفل بشكل أسرع.

يعتمد مظهر ندبة الولادة القيصرية أيضًا على الطريقة المستخدمة في إغلاق الشق الجراحي، حيث يغلق الشق الموجود في الرحم دائمًا بغرز قابلة للذوبان يمكن للجسم التخلص منها بسهولة، ولكن يغلق الجرح الموجود على الجلد بإحدى الطرق الآتية:

الدبابيس الجراحية (بالإنجليزية: Staples): حيث يغلق الشق الجراحي باستخدام دبابيس معدنية، وتعد طريقة سهلة وسريعة.

غرز غير قابلة للذوبان: يغلق الشق الجراحي باستخدام الإبرة والخيط، وتستغرق هذه الطريقة وقتًا أطول قد يصل إلى 30 دقيقة، إلا أنها تعد خيارًا أفضل؛ إذ يكون الشق الجراحي أقل عرضة للإصابة للمضاعفات مقارنة بالدبابيس. وعادة ما تزال كل من الغرز أو الدبابيس بعد حوالي أسبوع من الولادة، عن طريق الطبيب.

الغراء الجراحي: يغلق الشق الجراحي بغراء خاص، ثم يغطى بضمادة شفافة. ويتقشر الغراء تدريجيًا مع التئام الجرح، إلا أن استخدامه غير شائع.

قد تتطور عملية التئام الشقوق في بعض الأحيان بشكل مفرط عند البعض؛ مما قد يؤدي إلى حدوث مشاكل في التندب، وتتكون ندبة الولادة القيصرية كما يلي:

الجدرة (بالإنجليزية: Keloid): تحدث ندبة الجدرة عندما يمتد النسيج الندبي خارج الحدود الأصلية للجرح، مما يؤدي إلى ظهور كتل من النسيج الندبي حول الشق الجراحي.

الندبة التضخمية (بالإنجليزية: Hypertrophic Scar): وهي ندبة بعد الولادة القيصرية أكثر سمكًا وارتفاعًا من الندبة العادية، ولكنها على عكس الجدرة، تظل داخل حدود خط الشق الأصلي.

 

يختلف الوقت الذي تستغرقه شقوق العملية القيصرية للالتئام من امرأة إلى أخرى، حيث هناك بعض العوامل التي قد تبطئ أو تعيق عملية الالتئام، مثل سوء التغذية أو العدوى. لذلك يساعد الحفاظ على حالة الجرح وصحة الجسم بعد الولادة في التئامه بشكل أسرع.

إلا أنه بشكل عام، يتحسن الجرح على نحو كبير وتبدأ الندبة بعد الولادة القيصرية في الظهور خلال حوالي أسبوعين من الولادة، وقد يستغرق الأمر ما بين بضعة أسابيع إلى عدة أشهر قبل أن يلتئم الجرح بشكل كامل، ويوصى بالانتظار فترة كافية قبل محاولة إخفاء أثر الجراحة بواسطة عملية القيصرية بالليزر.

 

قد تكون الولادة القيصرية إجراءً آمنًا، لكنها لا تزال عملية جراحية كبرى، لذلك من الهام معرفة الطريقة المناسبة للتعامل مع ندب الولادة القيصرية؛ لتقليل آثار الندوب، ومنع إصابة الجرح بالعدوى. وللإجابة على استفسار العديد من النساء عن كيفية التعامل الأفضل مع ندبة الولادة القيصرية، فهذه 8 نصائح للعناية بجرح الولادة القيصرية، نوضحها كما يلي:

المحافظة على صحة الجسم والاهتمام بتناول الطعام؛ حتى يحصل الجسم على العناصر الغذائية اللازمة لالتئام الجرح القيصري، وتكوين أنسجة صحية جديدة.

تنظيف الجرح بشكل يومي بالماء والصابون أثناء الاستحمام، مع تجنب الفرك القوي للجرح، ثم تجفيف المنطقة بلطف بمنشفة نظيفة بعد الانتهاء.

استخدام دهان مضاد حيوي موضعي، وتغطية الجرح برفق بضمادة أو ترك الجرح مكشوفًا، حسب توصيات الطبيب.

ارتداء ثوب فضفاض لتهوية الجرح، حيث يعزز الهواء من التئام الجروح الجلدية.

المتابعة مع الطبيب بشكل منتظم خلال أول 3 أسابيع من الولادة، لفك الغرز غير القابلة للذوبان، والاطمئنان على حالة الجرح واكتشاف أية مضاعفات مبكرًا.

عدم ممارسة الرياضة وخاصة العنيفة منها؛ للسماح لندبة الولادة القيصرية بالشفاء، مع تجنب ثني الجسم أو التواءه أو القيام بحركات مفاجئة قدر الإمكان، أو التقاط أي شيء أثقل من الطفل.

التحرك والمشي بشكل خفيف؛ لزيادة تدفق الدم، الذي يساعد على سرعة الشفاء ويقلل من فرص الإصابة بجلطة دموية في الأوردة العميقة، وهي جلطة دموية تحدث بشكل شائع أثناء الحمل وفترة ما بعد الولادة.

وضع وسادة تدفئة على البطن كل 15 دقيقة، إذ يمكن أن يخفف العلاج الحراري من الألم بعد الولادة القيصرية.

 

متى تختفي آثار العمليات القيصرية من البطن؟ لا تختفي ندبة الولادة القيصرية عادة بشكل كامل، حيث تظهر باللون الأحمر أو الوردي لعدة أشهر، ثم يقل ظهورها مع مرور الوقت في معظم الأحيان، لتتلاشى في النهاية إلى خط مسطح، ورفيع. وقد يتكون لدى البعض ندوبًا أكبر، أو أكثر سمكًا وبروزًا، والتي قد تحتاج إلى بعض الإجراءات لتقليل ظهورها مثل عملية القيصرية بالليزر.

 

على الرغم من عدم وجود طريقة لإزالة ندبة الولادة القيصرية تمامًا، والتي لا تسبب سوى مشاكل تجميلية، إلا أن التخلص من أثر جرح الولادة القيصرية ليس مستحيلًا؛ إذ هناك بعض الخيارات العلاجية التي يمكنها أن تحسن من مظهرها، وتشمل ما يلي:

شرائح السيليكون اللاصقة (بالإنجليزية: Silicone Sheets): وهي شرائح من السيليكون تعمل على تليين الندب وتسطيحها، خاصة إذا كانت هناك جدرات أو ندوب تضخمية. وتستخدم بعد 4-3 أسابيع من الولادة القيصرية، وقد تظهر النتائج في غضون شهر من الاستخدام المنتظم. كما يمكن استخدام كريمات ومراهم السيليكون.

تدليك الندوب: قد يؤدي تدليك الندوب بانتظام، بعد أن تلتئم، إلى تقليل مظهرها أيضًا؛ حيث يحفز التدليك من تدفق الدم؛ مما يعزز من النمو الخلوي ويزيل الندوب تدريجيًا. يمكن تدليك ندبة الولادة القيصرية بحركة دائرية باستخدام السبابة والإصبع الأوسط لمدة 10-5 دقائق يوميًا. ويمكن إضافة كريم فيتامين هـ أو السيليكون على البشرة قبل التدليك.

العلاج بالليزر: يمكن للعلاج بالليزر أن يلين الندوب ويحسن مظهرها، وكذلك يزيل النسيج الندبي المرتفع. وقد تظهر النتائج بشكل أفضل مع الندوب الحديثة، وبعد عدة جلسات من العلاج الذي يسمى عملية القيصرية بالليزر.

حقن الستيرويد: حيث تعمل حقن الستيرويد طويل المفعول على تقليل الالتهاب ومساعدة ندوب الولادة القيصرية على التسطح وأن تصبح أقل وضوحًا. ويمكن حقنها في موقع الجرح في وقت الولادة القيصرية؛ لمنع احتمالية تكون الندوب التضخمية أو الجدرات. أو يمكن استخدامها شهريًا بعد أن تلتئم ندبة الولادة القيصرية، لمدة تتراوح من 3 إلى 6 أشهر، تبعًا لشدة الندبة.

هناك أيضًا بعض الإجراءات الجراحية التي قد لا يلجأ إليها الأطباء قبل 6 إلى 12 شهرًا بعد الولادة القيصرية، وذلك نظرًا لأن مظهر الندبة قد يتحسن تلقائيًا، وقد تشمل ما يلي:

تهذيب الندبة: في هذا الإجراء، يتم إزالة الجلد التالف حول الندبة تمامًا جراحيًا، ثم يخيط الطبيب الجرح الجديد بدقة، بحيث تتكون ندبة أرق وأقل وضوحًا، وذلك بهدف علاج ندبة الولادة القيصرية.

شد البطن: ويتم هذا الإجراء في حالة وجود جلد مترهل بالبطن. حيث يقطع الجراح أثناء العملية الدهون الزائدة والجلد، بما في ذلك ندبة الولادة القيصرية، ويخيط الشق الجديد بعناية.

أخيرًا، هناك بعض العلامات التي يجب مراقبتها أثناء الاعتناء بجرح الولادة القيصرية، حيث قد يدل ظهور أي منها على وجود مشكلة بمنطقة الجرح والتي قد تتطلب عناية طبية، مثل خروج صديد أو رائحة كريهة من الجرح، أو زيادة الألم والاحمرار والتورم، أو الشعور بتنميل في موضع الجرح يستمر لفترات طويلة مع وجود ألم في الحوض أو الساق.