تحتاج الولادة القيصرية، كأي عملية جراحية، إلى استخدام أدوية للتخدير؛ وذلك لتسكين الآلام المصاحبة لعمل الشقوق الجراحية بالبطن والرحم لإخراج الطفل.
يمكن استخدام كل من البنج النصفي والكلي لإجراء عملية الولادة، ولكن ما الفرق بين التخدير الكلي والنصفي في الولادة القيصرية، ومتى نلجأ إلى كل منهما، وما آثار البنج النصفي والبنج الكلي بعد العملية؟
الفرق بين التخدير الكلي والنصفي
بشكل عام، يفضل استخدام التخدير النصفي في الولادة القيصرية، ولا يستخدم البنج الكلي إلا في حالة عدم إمكانية استخدام النصفي في التخدير، يعتمد ذلك على عدة عوامل، بناءًا عليها يحدد نوع التخدير الأنسب لصحة الأم والطفل، وتشمل هذه العوامل ما يلي:
التاريخ الطبي للأم وحالتها الصحية مثل وجود تشوهات في الظهر أو الخضوع مسبقًا لجراحة به، أو وجود مشاكل في تجلط الدم، أو ورم في المخ، أو زيادة في الضغط داخل الجمجمة، حينها لا يمكن استخدام التخدير النصفي.
الولادة حالة طارئة، أي هناك حاجة إلى ولادة قيصرية عاجلة، ولا يوجد وقت للتخدير النصفي.
تحول الولادة القيصرية إلى ضرورية بعد محاولة الولادة طبيعيًا، قد يصبح التخدير الكلي ضروريًا أيضًا.
الخضوع لعملية مركبة أطول تتضمن عمل إجراء جراحي إضافي أثناء عملية الولادة، مثل ربط المبايض، أو خياطة الشق الجراحي بشكل أكثر دقة، مما يدفع إلى استخدام التخدير الكلي.
تخضع الأم أيضًا إلى فحص جسدي، يشمل ذلك فحص الظهر، والفم إلى جانب إجراء بعض تحاليل الدم، وبناءًا عليه يختار الطبيب أي مما يلي:
التخدير النصفي، عن طريق التخدير النخاعي، أو التخدير فوق الجافية، أو مزيج منهما.
التخدير الكلي أو العام.
كيفية إجراء التخدير الكلي والنصفي
يختلف كل من البنج النصفي والكلي في طريقة التطبيق لتخدير الأم قبل الولادة، والذي يعد من العناصر التي تميز الفرق بين التخدير الكامل والنصفي في القيصرية. ففي البنج النصفي تخدر السيدة من خلال حقن المخدر في الظهر كما يلي:
التخدير النصفي فوق الجافية: يدخل الطبيب أنبوب صغير (قسطرة) في أسفل الظهر باستخدام إبرة، ثم تزال الإبرة بعد ذلك وتترك القسطرة لحقن المخدر من خلالها حسب الحاجة.
التخدير النصفي النخاعي: يحقن الدواء مباشرة في السائل النخاعي، ولا تستخدم قسطرة. ويعد التخدير النصفي النخاعي الأكثر شيوعًا في الولادات القيصرية.
مزيج من التخدير النخاعي والتخدير فوق الجافية: يستخدم فيه كلًا من إجراءات التخدير النخاعي وفوق الجافية، حيث يستمر التخدير لفترة أطول.
يعد حقن مسكن للألم طويل المفعول مع أي من إبر التخدير النصفي السابقة من النقاط التي توضح الفرق بين التخدير الكلي والنصفي في الولادة القيصرية من حيث الإجراء، للسيطرة على الألم في أول 18 إلى 24 ساعة بعد الولادة القيصرية.
تخدر السيدة تخديرًا كليًا من خلال استخدام كل من الأدوية المخدرة الوريدية والمستنشقة، كما يلي:
تحقن الأم أولًا ببعض الأدوية المخدرة من خلال حقنة وريدية.
تتلقى بعد ذلك بعض الأدوية المخدرة المستنشقة، مثل الهالوثان، وأكسيد النيتروز، والأيزوفلورين، والسيفوفلوران، والديسفلوران، جنبًا إلى جنب مع الأكسجين من خلال قناع يوضع على الأنف والفم.
يجرى بعد ذلك تنبيب رغامي من خلال الفم إلى الرئتين؛ للمساعدة على التنفس.
التخدير الكلي والنصفي أثناء الولادة القيصرية
يعد تأثير كل من نوعي التخدير كمخدر ومسكن للآلام أحد العناصر الأساسية التي توضح الفرق بين البنج الكلي والنصفي فى الولادة القيصرية، حيث يختلفان كما يلي:
التخدير النصفي: يعمل البنج النصفي على تخدير الجزء السفلي من الجسم فقط، ويصاحبه شعور بالخدر والتنميل، والإحساس بالضغط والسحب أثناء الولادة، إلا أن الأم تظل مستيقظة أثناء العملية ولا تشعر بالنعاس، حيث يمكن لكل من الأم والزوج مشاركة تجربة الولادة معًا.
التخدير الكلي: ينتج عنه فقدان كامل للإحساس والوعي، وتكون الأم نائمة أثناء ولادة الطفل.
البنج الكلي والبنج النصفي بعد العملية
يختلف كل من البنج الكلي والنصفي أيضًا في شكل التبعات التي تظهر على الأم بعد العملية وبعد زوال التخدير، يشمل الفرق بين البنج الكامل والنصفي في الولادة القيصرية من حيث الآثار بعد العملية ما يلي:
التخدير الكلي: بعد توقف الإمداد بالمخدر العام، تبدأ الأم في الاستيقاظ، ومن المحتمل أن تشعر بالنعاس والدوار في البداية، إلا أنها ستتلقى العناية والمراقبة عن كثب حتى تصبح مستيقظة تمامًا. وقد يكون لديها بعض الآثار الجانبية بشكل مؤقت، مثل التهاب الحلق، وجفاف الفم بسبب أنبوب التنفس، بالإضافة إلى الغثيان، والقيء، والرعشة.
التخدير النصفي: تزول آثار التخدير النصفي في غضون ساعات قليلة بعد العملية، ويعود الإحساس الكامل ببطء. ومع بداية زوال مفعول المخدر قد تشعر الأم ببعض الأعراض والآثار الجانبية المحتملة الآتية:
وخز وضعف في الساقين، لكن يجب أن تكون قادرة على المشي في غضون ساعات قليلة بعد التخدير.
القيء، والغثيان.
الرعشة.
انخفاض ضغط الدم، والدوخة.
الشعور بوخز في المؤخرة والساقين.
آلام الظهر المؤقتة في موقع الإبرة أو بشكل عام.
إحساس بالحكة.
طنين في الأذنين بشكل نادر.
مضاعفات التخدير الكلي والنصفي
ما الأفضل التخدير الكلي أم النصفي في الولادة القيصرية؟ تكمن الإجابة على هذا السؤال بشكل أساسي في معرفة مخاطر كل منهما.
يعد التخدير النصفي آمنًا بشكل عام، بعكس التخدير العام الذي قد ينطوي على مشاكل أكثر خطورة على كل من الأم والطفل، ولذلك يستخدم البنج النصفي بشكل أساسي في الولادات القيصرية ولا يتم اللجوء إلى البنج الكلي إلا في حالات خاصة، ويعد ذلك من أبرز العوامل التي تبين الفرق بين التخدير العام والنصفي في الولادة القيصرية، وتشمل مخاطر كل منهما ما يلي:
التخدير النصفي: ينطوي على بعض المخاطر القليلة والنادرة مثل الصداع الشديد الذي قد يستمر من بضعة أيام إلى بضعة أسابيع، كما قد يكون هناك إصابة عصبية طويلة الأمد مثل الشعور بمنطقة بها خدر أو تنميل في الساق، أو ضعف عام بالساقين.
التخدير الكلي: يشمل العديد من المخاطر، لأنه يتسبب في فقدان الوعي وإرخاء العضلات في مجرى الهواء والجهاز الهضمي مع إدخال أنبوب رغامي للتنفس، والذي قد يزيد من خطر استنشاق سوائل المعدة أو سوائل أخرى إلى الرئتين؛ مما قد يتسبب في حدوث التهاب رئوي أو أضرار أخرى للجسم.
تشمل المخاطر الأخرى المرتبطة بالتخدير الكلي ما يلي:
عدم القدرة على وضع أنبوب داخل القصبة الهوائية بعد بدء التخدير العام، مما قد يسبب مشاكل في التنفس.
حدوث سمية من أدوية التخدير.
الوعي أو الإفاقة أثناء العملية، ويمكن أن يحدث هذا بسبب تلقى أدوية مرخية للعضلات، والذي قد يجعل الأم غير قادرة على الحركة أو إخبار الطبيب بأنها مستيقظة. إلا إنه أمر نادر الحدوث، كما أن الشعور بالألم أثناءه نادرًا جدًا. بالنسبة للبعض، قد يسبب ذلك مشاكل نفسية مشابهة لاضطراب ما بعد الصدمة.
تثبيط الجهاز التنفسي عند المولود الجديد.
خمول الجنين، أو قد يشعر الطفل بقليل من النعاس بعد الولادة؛ بسبب حصوله على كمية صغيرة من المخدر. لا يسبب هذا عادة مخاطر على الطفل، لكنه قد يحتاج إلى دعم تنفسي لفترة قصيرة.
ختامًا، بعد معرفة الفرق بين التخدير الكلي والنصفي في الولادة القيصرية، والمخاطر المحتملة لكل منهما، ينصح بالتحدث إلى طبيب التوليد المختص حول الخيارات المتاحة قبل الولادة القيصرية مع استشارة طبيب التخدير؛ لتحديد النوع الأفضل لصحة الأم والطفل.